إصابات طبلة الأذن تتلف الجهاز السمعي

تتكون طبلة الأذن أو ما يسمى الغشاء الطبلي من طبقة رقيقة من الجلد والأنسجة الرخوة، وتتمثل وظيفتها في الفصل بين الأذن الخارجية والوسطى، وتلعب دوراً مهماً في نقل الصوت من الهواء إلى داخل عظيمات الأذن، وعلى الرغم من حمايتها داخل أجزاء الجهاز السمعي، فإنها معرضة لبعض الإصابات كوجود الالتهابات الناتجة عن العدوى الفيروسية أو الفطرية، وتتراوح شدة الالتهاب من الخفيفة إلى الشديدة، ويرافقها العديد من التأثيرات والاضطرابات المرضية كثقب الطبلة أو تمزقها، ما يؤدى إلى ضعف جودة السمع لدى المصاب أو فقدانه بشكل مؤقت
إن التهاب طبلة الأذن من المشكلات الشائعة التي تصيب الصغار والكبار، وتسبب الألم أو عدم الراحة والشعور بالضغط المستمر داخل الأذنين، والانزعاج والتهيج وعدم القدرة على النوم عند الأطفال، ونزول الدم أو إفرازات مائية من الأذن، وفقدان السمع والحمى في الحالات المزمنة، ويتم تشخيص هذه الالتهابات عن طريق تصوير قناة الأذن والطبلة مباشرة من خلال أداة مضاءة، أو استخدام المنظار الذي قد يُظهر وجود انتفاخ أو بثور أو تغير في لون الطبلة أوتمزق بعض الأجزاء، ويمكن أن يقوم الطبيب بإجراء اختبارات إضافية في الحالات المزمنة مثل: قياس الطبلة، والانعكاس الصوتي، وقياس السمع خاصة عندما يكون فقدان السمع مستمراً، ويمكن أن يؤثر ذلك في تطور القدرة على الكلام لدى الأطفال
عدوى الالتهاب
أن العامل الرئيسي في إصابة الأطفال بالتهاب طبلة الأذن هو وجود خلل في قناة استاكيوس، ما يجعلها منتفخة أو مسدودة، ويؤدي إلى تراكم السوائل في تجويف الأذن الوسطى، إضافة إلى بعض العوامل كالتاريخ العائلي، والرضاعة بالزجاجة لحديثي الولادة، وتضخم الغدد اللمفاوية، والأمراض المعدية البكتيرية والفطرية، والحساسية والأمراض الجلدية مثل الأكزيما، والتعرض المباشر لدخان التبغ، كما يتعرض الصغار المصابون بالحنك المشقوق والتشوهات الأخرى في منتصف الوجه، وبشكل خاص للعدوى المزمنة، وتستهدف هذه الالتهابات الذكور أكثر من الإناث
مضاعفات متعددة
أن عدوى التهابات الأذن الوسطى والخارجية يمكن أن تنتقل إلى الطبلة، وتؤثر في جودة السمع لفترة مؤقتة، وعادة ما تكون هذه الالتهابات غير خطِرة ولا ترتبط بأي ضرر دائم، لكن يمكن أن يتعرض المصاب لبعض المضاعفات نتيجة الإهمال في العلاج أو عدم حصوله على الرعاية الطبية اللازمة مثل: الورم الكوليسترولي، وخراج الدماغ، والتهاب السحايا، والدوار، وشلل الأعصاب وغيرها من المشاكل الخطِرة
الغشاء الطبلي
أن الغشاء الطبلي هيكل مهم لحماية حاسة السمع، حيث إنه يفصل القناة السمعية الخارجية عن الأذن الوسطى، ويمكن أن يتعرض الغشاء إلى التمزق في أي مرحلة عمرية من الطفولة وحتى الشيخوخة، نتيجة العديد من الأسباب، ومنها
عدوى التهاب الأذن الوسطى الحادة بسبب تراكم السوائل
الرضح الضغطي الذي يحدث بسبب الاختلافات في ضغط الهواء في الأذن أثناء الطيران، أو الغوص أو التأثير المفاجئ على الأذن مثل الصفعة
* الثقب الرضحي بسبب الاستخدام الخاطئ للبراعم القطنية ودبابيس الشعر وأقلام الرصاص في حال تنظيف الأذن أو استخراج الشمع أو الأجسام الغريبة وما إلى ذلك
* الصدمة الصوتية الناجمة عن تعرض الأذن للأصوات الصاخبة أو الانفجارات
إصابة الرأس التي تشمل كسور قاعدة الجمجمة، أو هياكل الأذن الوسطى بما في ذلك أغشية الطبلة
أعراض وتشخيص
أن أكثر الأعراض الشائعة التي ترافق تمزق الطبلة، تتمثل في الآلام التي تهدأ بسرعة، والطنين، والدوخة، وإفرازات الأذن أو النزيف، وفقدان السمع المفاجئ المؤقت، ويمكن أن يتعرض المصاب لبعض المضاعفات وفرصة لحدوث التهابات متكررة ومزمنة في الأذن الوسطى، ويمكن أن تؤدي إلى تكوين ورم صفراوي مع تدمير عظمي ناتج عن ذلك والحاجة إلى الجراحة وتسمى هذه الحالة (الورم الكوليسترولي)، ويتم تشخيص تمزق الطبلة من خلال فحص الأذن باستخدام المنظار أو المجهر، كما تساعد بعض الاختبارات كقياس السمع على تحديد مكان الإصابة، والتمييز بين فقدان السمع التوصيلي والحسي العصبي
ثقب وتلف
أن طبلة الأذن من الأعضاء الحساسة في الجهاز السمعي، وهي تقوم بتنظيف نفسها بشكل تلقائي دون التدخل البشري حتى لا تتعرض للأذى، ويعتبر الأطفال الصغار هم الأكثر إصابة بثقب الطبلة نتيجة لأسباب متعددة منها الشمع الزائد، أو إدخال أداة حادة فيها عن طريق الخطأ أثناء اللعب، أو عند تعرضهم لنزلات البرد والتهابات الأذن الوسطى التي تؤدي في بعض الحالات إلى انثقاب وتلف الطبلة والإفرازات وفقدان السمع
عادات خاطئة
أن بعض العادات الخاطئة يمكن أن تؤذي طبلة الأذن دون أن ينتبه المريض، مثل
يؤدي التلاعب بالأذن إلى إزاحة الشمع إلى الداخل وتراكمه، وينجم عنه الشعور بالألم وفقدان السمع
التعرض للإصابة الجسدية كالصفعات والضربات على الأذن يتسبب بتلفها
ارتداء معدات الرأس الواقية عند ممارسة الرياضات العنيفة لمنع الإصابة، يمكن أن يؤدي إلى تلف طبلة الأذن والسمع
الورم الكوليسترولي
يتكون الورم الكوليسترولي من كتلة من خلايا الجلد الميتة غير السرطانية، تتجمع بالقرب من طبلة الأذن ثم تنتقل للأجزاء الأخرى من الجهاز السمعي، نتيجة العدوى المتكررة أو إجراء عملية جراحية غير ناجحة، وربما توجد هذه الكتلة منذ الولادة، ويعتبر من المشكلات التي يمكن أن تصيب الأشخاص في أي عمر، وتستهدف الذكور أكثر من الإناث، وتظهر الأعراض في البداية عندما يفرز الكيس سوائل ذات رائحة كريهة تنبعث من الأذن، وكلما كبر حجم الورم زاد الضغط والألم، ويمكن أن يصاحبه دوخة، أو شلل في عضلات الوجه أو فقدان السمع في الحالات الشديدة، وتشمل خطوات العلاج تنظيف الأذن بشكل دقيق ووصف القطرات وتناول المضادات الحيوية، للسيطرة على المشاكل الصحية التي يمكن أن تنجم عن وجودة واستمرار نموه وتقليل الالتهاب، ويعتبر الاستئصال الجراحي للورم هو الحل الأفضل.